ظاهرة_تحتاج_إلى_وقفة_تربوية_جادة_نشر_أسماء_______الطلبة_المقصرين_في_كروبات_الصفوف_الابتدائية
#ظاهرة_تحتاج_إلى_وقفة_تربوية_جادة_نشر_أسماء_______الطلبة_المقصرين_في_كروبات_الصفوف_الابتدائية
بقلم الاعلامي ضياء يحيى الديراوي
في ظل التطور الرقمي واعتماد وسائل التواصل الاجتماعي في متابعة العملية التعليمية أصبح من الشائع إنشاء كروبات خاصة لكل صف دراسي في المراحل الابتدائية تضم المعلمين وأولياء الأمور لتسهيل تبليغ الواجبات اليومية والملاحظات التربوية، وهي فكرة بنّاءة في أصلها وتُسهم في تقوية التواصل بين البيت والمدرسة.
#لكن ما يثير القلق هو تحوّل بعض هذه الكروبات إلى ساحة للتشهير غير المقصود بالأطفال من خلال قيام بعض المعلمات أو المعلمين بنشر أسماء الطلبة المقصرين في أداء واجباتهم الدراسية.
هذا التصرف، وإن بدا بسيطًا للبعض، يترك آثارًا نفسية عميقة على الطلبة، خصوصًا في المراحل الأولى من التعليم، حيث تكون شخصياتهم في طور التكوين وثقتهم بأنفسهم قابلة للتأثر بسهولة.
إن نشر اسم طفل بأنه "مقصر" أو "لم يؤدِ واجبه" أمام زملائه وأولياء الأمور، يُشعره بالخجل وربما بالخوف من المدرسة ويخلق في داخله نفورًا من التعليم بدلاً من تحفيزه على التفوق.
العملية التربوية ليست فقط نقلًا للمعرفة بل هي بناء نفسي وسلوكي وأي خطأ في هذا البناء ينعكس سلبًا على مستقبل الطالب.
من هنا نوجه رسالة واضحة إلى وزارة التربية ومديرياتها في عموم المحافظات بضرورة متابعة هذه الممارسات ووضع ضوابط واضحة لاستخدام الكروبات التعليمية بما يضمن احترام خصوصية الطلبة وحماية مشاعرهم.
كما نهيب بمدراء المدارس والمعلمين الأفاضل أن يجعلوا من هذه المجموعات وسيلة للتواصل الإيجابي فقط وأن تُستبدل أساليب التشهير بأساليب التحفيز كتشجيع المجتهدين وتنبيه المقصرين برسائل خاصة تراعي الجانب التربوي والإنساني.
فالمدرسة هي بيت ثانٍ للطفل والقدوة تبدأ من المعلم.
ولكي نربي جيلًا واثقًا بنفسه ومحبًا للتعلم يجب أن نمنحه بيئة يشعر فيها بالأمان والاحترام قبل أي شيء آخر.
#رسالة إلى وزارة التربية
نأمل إصدار تعميم رسمي يمنع نشر أسماء الطلبة المقصرين أو المتأخرين عن الواجبات في الكروبات المدرسية ويشجع على استخدام أساليب التحفيز والتقويم الإيجابي بدل التشهير.
التربية قبل التعليم، فالكلمة قد ترفع طفلًا وتزرع فيه الثقة أو تكسره إلى الأبد.